التميز الثقافي و الطفرة الإنتاجیة بمشارکة شعبیة
صرح حجة الإسلام والمسلمين الدكتور أحمد حسين شريفي حول تسمیة سنة 1403 الشمسیة "طفرة الإنتاجیة بمشاركة شعبیة" في مذكرة بعنوان "التميز الثقافي والطفرة الإنتاجیة بمشاركة شعبیة":
من أهم مهام التی أرسل الله رسله بها هی مهمة مشارکة الشعب والأمم فی مجالات الثقافة والإقتصاد والتنشئة الإجتماعية والحضارة.
وقد ذکر فی محکم کتابه: «لقدْ أرْسلْنا رسلنا بالْبيّنات و أنْزلْنا معهم الْكتاب و الْميزان ليقوم النّاس بالْقسْط؛ (حدید، ۲۵) إذا الغایة التی أرسل الله رسله للناس هی إرتقاء مستوی وعی المجتمع حتی یقیم القسط و العدل بشکل عفوي.
ولا یمکن تحقیق العدالة فی مجال الإقتصادي، و الإجتماعي، والثقافي، والتربوي، والسياسي إلا بحضور الشعب و وعي الشعب وهذا ما أشار إلیه قائد الحکیم للثورة : "إن حكومة المهدي الموعود المقبلة هي حكومة شعبية بكل معنى الكلمة ، أي أنها تعتمد على معتقد الشعب وإرادته ؛ الإمام الزمان لا يملأ الدنيا عدلاً فحسب بل یعتمد علی الشعب لإرساء أسس العدل الإلهي فی جمیع أنحاء العالم و یؤسس حکومة شعبیة عالمیة .(30 أكتوبر 2008)
على أية حال، لا یمکن " تأسیس و تأصیل الثقافة الإسلامیة الإیرانیة" دون مشارکة الشعب ولا یمکن الحفاظ و"الدفاع عن هويتنا الثقافية وقيمنا الوطنية والدينية" وسنخسر المعرکة فی مجال الحرب الثقافی، ولابد من دعوة الناس و الشعب إلی هذه الساحة و أن تکون المهمة الرویسیة للحکومة العمل علی هذا الأمر و إزالة العقبات التی تعیق هذا الأمر، و لأجل تحقق هذا الأمر لابد من مشارکة النخب و الشعب وکذلک لإزالة العقبات لابد من مشارکتهم ومساعدتهم.
كما رأینا مسبقا و فی تجارب مختلفة أن بحضور الشعب والناس فی کل حقل من الحقول حققنا نتائج مبهرة وکلما إقتصر عمل الحکومة علی التیسیر و الإشراف کلما زاد النجاح أکثر فاکثر. إن مشاركة الشعب في الإنتاج والاقتصاد والثقافة وحتى السياسة هي أحد طلبات التی طالبها الولي الفقیه و نائب الإمام العصر(عج) ولابد من تحقیق هذا الطلب والأمر.
وفي 30 من أغسطس 2022 قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في لقاء مع رئيس الجمهورية و وزرائه من سلطة التنفیذیة: « لابد للحکومة أن تبذل قصاری جهدها لتحدید کیفیة مشارکة الناس و الشعب فی مجالات الإقتصادیة و المالیة، أو حتی المجالات السیاسیة». وفي 16 يناير 2024، في اجتماع خطباء الجمعة، تحدث عن مكانة الناس ودورهم في المجتمع وذکر: "من الواضح أن تحقيق الأهداف الإسلامية، التي نسميها الآن "النظام الإسلامي" وأخيراً "الحضارة الإسلامية"، لا يمكن إلا بوجود و مشارکة الشعب، ولابد من مشارکة الشعب و إرادته لتحقق و إنجاز الأعمال ولابد أن ننصب هذا أمام أعیننا، وکل واحد من مکانته لابد أن یتصرف للوصول إلی هذا الأمر، الذی له منصب حکومی أو الإمام الجماعة فی المساجد لابد أن یهتموا بهذا الأمر وهذا مبدأ أساسی فی النظام الإسلامی ولایمکن الوصول إلی الغایات دون مشارکة الشعب" .
لا ينبغي للجامعات أن توجه جزءًا كبيرًا من إهتمامها إلی الأمور التعليمیة والبحثیة والتقنية بل لابد من إهتمام بهذا الأمر و بحمدالله وعونه السلطة التنفیذیة تعمل علی هذا الأمر بشکل جید، و للوصول إلی ما هو مطلوب فی هذا الأمر لابد من مشارکة المؤسسات الشعبية والمنظمات السياسية والجمعيات العلمية والهيئة الطلابية وأعضاء هيئة التدريس والمساعدين العاملين لمشارکة الشعب فی مجال صنع القرارات وتنفیذها و الإشراف علیها و إذا تم هذا العمل علی أحسن وجه سنشاهد قفزة عظیمة فی مجال البحث و التقنیات و الإنتاج العلمي.