عقد المؤتمر العلمي الدولي الثالث للعلوم الاجتماعية والإنسانية جامعة قم بالتعاون مع الجامعات العراقية
انعقد المؤتمر العلمي الدولي الثالث في موضوع العلوم الاجتماعية والإنسانية والعلوم الصرفة بالتعاون المشترك بين جامعة قم وجامعة قاسم الخضراء والحمدانية ومعهد "تطوير الحروف" في العراق.
حسب ما جاء في تقرير قسم العلاقات العامة جامعة قم، انعقد المؤتمر المشترك لجامعة قم والجامعات العراقية، يوم الأحد 12 مايو، بحضور رؤساء وأساتذة الجامعات العراقية.
سماحة الشيخ الدكتور شريفي رئيس جامعة قم أشار في كلمته في هذا المؤتمر: ان هذا المؤتمر و مثل هذه المؤتمرات تعزز العلاقات مابين الجامعات الايرانية و العراقية، و أضاف سماحته توجد ثلاث نقاط رئيسة في دور التعليم و التربية في ارتقاء المجتمع؛ النقطه الأولى أن المجتمع يتكون من منظمات مختلفة ومن أهم منظمات المجتمع التقليدي الأسرة، الاقتصاد،السياسة،الدين و المذهب،التعليم و التربية و في المجتمعات الحديثة أضيفت منظمات أخرى كالترفيه،الفن، الاعلام، و الرياضة ولكل منها دورها الفعال في المجتمع الحديث .
وأضاف: تعتبر منظمة التعليم والتربية من أهم المؤسسات في تكوين المجتمع، فإن تقدم او تأخر المجتمع، وتميزه عن باقي المجتمعات، تطور المجتمع كل ذلك يرجع الى تقدم أو تخلف منظمة التعليم و التربية، منظمة التعليم والتربية هي التي ترسم ابعاد المنظمات الاجتماعية الأخرى ومن أهم وظائفها تعليم الردود الفردية والاجتماعية المتعلقة بالرؤى والاتجاهات.
في توضيح النقطة الثانية أشار سماحته: أن منظمة التعليم والتربية اذا استطاعت ان ترتقي بأبعاد الوجودية للبشر تستطيع أن ترتقي بباقي المنظمات الاجتماعية، فالإنسان، باعتباره محور المجتمع، يتكون من ثلاث مستويات وجودية وهي تشمل الرؤى والميول والأفعال. وهناك علاقة متبادلة بين هذه المستويات الثلاث، فالأفعال تتأثر بالميول، كما تتأثر الميول بالمعتقدات.
وتابع رئيس جامعة قم: إن تفوق المجتمع الإنساني وتقدمه يرجع إلى الاهتمام المتزامن بهذه الأبعاد الثلاثة؛ تغذي النظم التعليمية والتربوية المعتقدات والميول أي المشاعر والعواطف والعواطف الإنسانية التي تلعب دورا خطيرا في تخلف المجتمع أو تطوره وتتأثر بهذه الرؤى، أي نوع البصيرة والاعتقاد، اتجاه المعرفة وتميزهم أو علمهم. كما أن من أهم وظائف منظمة التعليم، تعليم الأفعال الفردية والاجتماعية المرتبطة بالرؤى والاتجاهات.
في شرح النقطة الثالثة قال: إن أهم الرؤى التي تشكل الهوية الاجتماعية للناس، والتي يعتمد عليها تطور المجتمع أو تخلفه، تشمل الرؤى المتعلقة بالمعرفة والوجود والإنسان؛ والقيم تعني فهمنا من هذه الأمور والتي هي اساس جميع معارفنا. والمجتمع الذي يينى على أساس المعارف الصحيحة هو المجتمع المثالي.
رئيس جامعة قم أضاف: إن الاختلافات التي نراها في ميول وتصرفات الناس والمجتمعات المختلفة، وكذلك الاختلافات التي نراها في القيم الفردية والاجتماعية وأهداف الحياة الإنسانية، وبشكل عام الاختلافات في أنماط الحياة كلها بسبب الاختلاف في نظرتنا إلى العالم والإنسان. فمثلاً الشخص الذي يرى الإنسان كائناً مادياً بالطبع يسعى الى توفير جميع الرفاهيات المادية و يعتبر مجتمعا مثاليا الذي يوفر له جميع الرفاهيات المادية، والمجتمع الذي ويؤمن بالبعث و الآخرة، يرى أن هدف التنمية هو تأليه الإنسان.
تابع الدكتور الشريفي: نتيجة هذه النقاط الثلاث هي أنه في سبيل تحقيق مجتمع متقدم ومتطور، ليس أمامنا خيار سوى تثقيف وتعميق وترسيخ القواعد المعرفية للإنسان. إن كافة العلوم والمعارف التي يعتمد عليها تقدم المجتمع تقوم على أسس معرفية وأنطولوجية وأنثروبولوجية، وإذا انهارت هذه الأسس ينهار أساس المجتمع ولا يرجي التقدم و التطور من ذلك المجتمع، وعكس هذه القضية صادقة أيضا ان المجتمع الذي يبني قواعده على أسس متينة يرجي التقدم و التطور من ذلك المجتمع.
تابع سماحته: ولعل السر في أن الرسول( ص) بدأ دعوته بالتعليم وعرف الله سبحانه وتعالى بأنه اول معلم للبشر يكمن في هذه النقطة أنهما أرادا اثبات الأسس والعلمية و المتقنة ومن ثم دعوة الناس الى الهداية ولولا التعليم لم يكن أي فائدة من دعوة الناس الى الهداية و طريق الرشاد، ونحن اذا أردنا أن نستمر في هذا الطريق لابد من حذو الرسول( ص) في هذا الطريق. المجتمع الرسالي هو المجتمع القائم على العلم الصحيح.
في ختام المؤتمر، قدم الدكتور حسن كاطع العوادي رئيس جامعة القاسم الخضراء، والدكتور عقيل يحيى الأعرجي رئيس جامعة الحمدانية، وعدد آخر من الباحثين، كلماتهم وتقديرهم لجامعة قم. وفي الختام تم تكريم أساتذة ومديري الجامعات العراقية.