وبحسب تقرير إدارة العلاقات العامة والإعلام في جامعة قم، استقبل الدكتور أحمد حسين شريفي رئيس جامعة قم، وفداً رفيع المستوى من التعليم العالي الباكستاني. وأعرب الدكتور شريفي أثناء ترحيبه بالوفد، عن أمله في أن تؤدي هذه الرحلة إلى التطوير وتوسيع العلاقات العلمية والثقافية بين إيران وباكستان.

 

 

وقال رئيس جامعة قم: هناك قواسم ثقافية كثيرة بين البلدين سواء في مجال العلوم أو في مجال الثقافة، وكان بعض المفكرين مثل العلامة إقبال لاهوري من رواد إحياء العلوم الإسلامية وأسلمة العلوم الجديدة.

 

وأضاف الدكتور شريفي قائلا: نعتقد أن وجهة نظر مثل وجهة نظر العلامة إقبال لاهوري هي المنقذ للفكر والثقافة الإسلامية والمعرفة الإنسانية، كما أن الثورة الإسلامية تتبع حركة إقبال لاهوري بشكل أكثر جدية وأقوى في مختلف المجالات.

 کما قال  سماحة الدكتور أحمد حسين شريفي رئيس جامعة قم، مشيراً إلى أشعار وأفكار العلامة إقبال لاهوري: هناك نقطتان من فكر إقبال لاهوري ينبغي الاستمرار فيهما في جامعات البلدين، أولاً، يعتقد لاهوري أن جذور العلوم الحديثة تكمن في الإسلام، وأن الغرب بنظرته المادية والإنسانية قد حول هذه العلوم إلى علوم مضادة للإنسانية، فعلينا أن نحاول تصحيح هذه النظرة للعالم، حتى يتمكن العالم الإسلامي من التطور والتقدم في مجال العلوم بمنظور إلهي، وإذا لم نسلم العلم سيدخل الشرك إلى المجتمعات الإسلامية.

 

وأضاف: النقطة الثانية التي كانت في غاية الأهمية في فكر إقبال لاهوري هي أنه أكد على كرامة المسلمين الثقافية والاقتصادية، وحتى الآن، أكبر ضربة یتلقاها العالم الإسلامي تأتي من هذه التبعية الثقافية والاقتصادية، وسبيل التخلص منها هو العودة إلى الثقافة والحضارة الإسلامية، وهو ما لا يمكن تحقیقه إلا بتعاطف جامعات وعلماء العالم الإسلامي، وخاصة مراكز التعليم العالي في إيران وباكستان.

 

وأشار رئيس جامعة قم إلى الإمكانات الكبيرة لجامعة قم من حيث الأجهزة، مثل: الكليات والمعاهد البحثية والمختبرات العديدة، ومن حيث البرمجيات، مثل: أساتذة الجامعة المتميزین، سواء في مجال العلوم الإنسانية. والعلوم الإسلامية، أو في مجال العلوم الأساسية والهندسة التقنية. وأضاف: نحن في جامعة قم ننوي ونتابع أسلمة العلوم ولدينا مرافق جيدة جدا في هذا المجال، كما أننا على استعداد أيضا لإنشاء كراسي علمیة وأكاديمية مشتركة لتعليم اللغات وتبادل الأساتذة وأسلمة العلوم بالتعاون مع الجامعات الباكستانية.

 

قال الدكتور أحمد حسين شريفي علاوة على ذلك: إن قدرة قم في مجال العلوم الإسلامية فريدة من نوعها في إيران، ولذلك فإننا نولي أهمية كبيرة للقضايا الثقافية والدينية في جامعة قم، ومن هذا المنطلق وتكريماً للمرأة المسلمة، قمنا بإنشاء المجمع الأكاديمي للطالبات  بجامعة قم في جميع مجالات الدراسة.

 

وخلال هذا اللقاء أعرب الدكتور مختار أحمد رئيس هيئة التعليم العالي الباكستانية  عن شکره لجامعة قم على ترحيبها واستضافتها لهذا الوفد قائلا: لقد أبهرني اهتمامكم الکبیر بالأفكار الإسلامیة والمفكرين الإسلاميين، وخاصة العلامة إقبال لاهوري، وينبغي القول أن "إقبال لاهوري" لم يكن شاعرا وفيلسوفاً فحسب، بل إنه كان مفكراً مؤثراً في المجتمعات الإسلامية. فإن هناك تعاليم عميقة في کلمات اللاهوري يمكنها أن ترشدنا إلى الطريق الصحيح. إضافة إلى ذلك، فإننا نرى الاهتمام بأفكار إقبال لاهوري ليس فقط في إيران، بل في المجتمعات الإسلامية الأخرى أيضًا.

 

وفي إشارة إلى زياراته الأخيرة إلى مناطق مختلفة من إيران، قال: في الزيارات العديدة التي قمنا بها، أعجبنا بالتقدم العلمي في إيران، والشيء المثير للاهتمام هو أن الجامعات الإیرانیة قد أولت عنایة فائقة للعلوم الإسلامية.

 

وأضاف الدكتور مختار أحمد: إن الهدف من رحلة هذا الوفد إلى إيران هو مراقبة التقدم العلمي الذي حققته إيران عن كثب، ولا بد من القول إنه مع الأسف كل المعاناة التي يشهدها العالم الإسلامي هذه الأيام هي بسبب عدم التقدم في هذه العلوم.

 

وفي إشارة إلى القواسم المشتركة الثقافية والدينية بين البلدين، قال رئيس لجنة التعليم العالي الباكستانية: إن التواصل بين الأساتذة والنخب وجامعات البلدين أمر ضروري، ويجب علينا التوجه نحو حل مشاكل البلدين والعالم الإسلامي بتعاون الجانبين في كافة الشؤون البحثية والعلمية.

 

كما أعلن الدكتور مختار أحمد عن اهتمامه بإنشاء دورات في اللغة الأردية والفارسية في جامعة قم وجامعة العلامة إقبال الباكستانية.

 

كما تم بعد هذا اللقاء التوقيع على اتفاقیة تعاون بين جامعة قم وجامعات القائد الأعظم، والعلامة إقبال، والبنجاب الباكستانية.

 

 

ومن الجدير بالذكر أن الوفد الرفيع المستوى من التعليم العالي الباكستاني الذي زار جامعة قم کان یتکون من المسؤولين و الشخصيات التالية أسماؤهم: الدكتور أحمد مختار، رئيس هيئة التعليم العالي الباكستانية؛ الدكتور نياز أحمد أختر، رئيس جامعة القائد الأعظم؛ الدکتور ناصر محمود، رئيس جامعة العلامة إقبال؛ والدكتور خالد محمود، رئيس جامعة البنجاب؛ والدکتور محمد علام سعيد، رئيس جامعة لاهور للتعليم؛ والدكتور محمد سليم مظهر، رئيس المركز الوطني للغات في باكستان؛ والدكتور محمد رفيق طاهر، الرئيس السابق للمديرية العامة للتعليم الديني في باكستان والمستشار الأول لجامعة العلامة إقبال؛ والدكتور أحمد عدنان، رئيس جامعة لاهور؛ والسید عامر شهزاد نائباً للدكتور أحمد مختار، والسید محمد زبير خان ممثلاً لوزارة التربية والتعليم الباكستانية.